اختتمت مساء أمس فعاليات الطبعة السادسة عشرة للمهرجان الشعبي و الثقافي “احكي فن” أو "راكونت آر" الذي أقيم هذه السنة في قرية ''الساحل" ببلدية بوزقن, و الذي تنظمه رابطة الفنون السينماتوغرافية والدرامية لولاية تيزي وزو في كل سنة .
للإشارة, مهرجان إحكي فن هو أكبر تظاهرة ثقافية, شعبية و محلية تعرفها الجزائر, أطلقت أولى فعالياته سنة 2004 من طرف فنانين بالتعاون مع رابطة الفنون السينماتوغرافية والدرامية لولاية تيزي وزو , لبعث ديناميكية ثقافية في قرى الولاية , التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي و ترقية المواطنة الفعالة .
في بادئ الامر, قد تبدوا المسافة بعيدة للسفر الي قرية الساحل, قد ترهقك مشقة الطريق والسياقة في مسالك جبلية وعرة , قد ترهبك موجات الحرارة التي تعرفها تزي وزو و قد لا توالي أهمية لبرنامج المهرجان و تبقى متردد في الذهاب أم لا ؟ لكن فضولك يدفعك للمغامرة و يلج بك الى أروقة الساحل التي تستضيفك على نغمات آلات القيتار و المزمار. في مدخل القرية تصادفك مجموعة من الشباب يرددون أغاني التراث الامازغي و حولهم شباب و نساء يشاركونهم المتعة و الفرجة و اذا بك تتناغم مع صيحات الجموع. ارتياحك و اعجابك للمهرجان قد يزداد كلما اكتشفت أزقة القرية التي هي الأخرى كانت لوحات لورشات الرسم والزخرفة للكثير من الفنانين صنعوا إبداعات فنية تحاكي فيها الريشة الألوان وتصنع لوحات جميلة ومعبرة.
بعد زيارة أولية لكل زوايا القرية, تنتابك الرغبة المشاركة في كل النقاشات والعروض المختلفة التي يقدمها المشاركون على الهواء الطلق للقرية في جمال وحيوية فريدة، فعليك أن تكون هناك لترى بأعينك الجمال السحري لهذه القرية، فالأزقة مرصوفة بالحجر الأسود ، وأواني الزهور موضوعة في كل مكان متزوجة مع سحر المكان أثناء النهار والمسرح تحت ضوء القمر في الليل. على إيقاع القناوي تغادر شمس النهار أخر بهو القرية ويتجه الجميع نحو المسرح الكبير الذي يحتضن حفل موسيقي ليسدل الستار عن المهرجان وتغادر القرية متسائل لما لا ينظم مثل هذه الابدعات في قريتك او ولايتك .
خلال أسبوع كامل, كانت قرية الساحل الجبلية قبلة للعديد من الشخصيات الفنية والثقافية و الاف من المواطنين للحضور الى نشاطات وبرامج مسرحية , أدبية, سينمائية, شعرية واكتشاف التراث والثقافة الأمازيغية.
في غياب سياسات ومرافق تسمح بتنظيم مثل هذه التظاهرات الضخمة ، ينجح سكان القرية من رفع التحدي بإنجاح التظاهرة و نيل إعجاب و استحسان الزوار الذي لم يتوانوا في إشادتهم بالتنظيم المحكم و المرافقة التي حظوا بها طوال أيام التظاهرة. الساحل تنال شهرة كبيرة بفضل نظافتها و مجهودات سكانها و لتبنيها مجال تسيير ديمقراطي و تشاركي للقرية وفقا لهيكل تقليدي يسمى ب "ثجماعث"
